أقلام

دروس وعبر اقتصادية لعام ٢٠٢٢

أمير الصالح

وكزة nudge : الحياة أكبر معنى من سعي دائم نحو تحصيل المال، وضبط إدارة شؤون الحياة المختلفة موازية لقيمة أهمية استحصال الموارد.

في الدورات الاقتصادية الصغيرة والكبيرة يتعلم الإنسان كمستهلك وكمستثمر وكموظف جديد وكباحث عن وظيفة في سوق العمل العديد من الدروس، سواء مرة أو حلوة. لعل عامنا الحالي أيقظ عيون البعض على قوة تأثير تأرجح نسبة الفائدة النقدية المقررة من البنك الفيدرالي الأمريكي وانعكاس ذلك على مجموعة من الاقتصاديات حول العالم في سوق القرض العقاري والأسهم، وكذلك ارتفاع أسعار المحروقات جعلت قطاعات مختلفة حول العالم في وضع محرج واضطراب قوي، وانعدام الأمن الصحي بسبب كورونا أحل الموت الاقتصادي البطيئ أو المفاجئ لبعض الانشطة الاقتصادية.

دعونا سويا نورد ما استطعنا أن نستلهمه من تلكم الدروس علنا وإياكم نوظفها ونشخص أحسن توظيف لها للأبناء والزملاء والأصدقاء.
الدروس المستفادة:

– لا يمكن الاستهانة بارتداد سعر الفائدة للبنك الفيدرالي الأمريكي على الأسواق العالمية والعملات المرتبطة بالدولار الأمريكي، وتأثير ذلك على قطاع قروض العقار والتمويل والسلع الاستهلاكية المستوردة.

– حسن قراءة اتجاه سعر الفائدة قد يعطي ميزة للمستثمر والمستهلك في أخذ خطوة استباقية ولتجنب أو جني فائدة قرار شراء عقار أو بيعه/ تمويل قرض سكني/قرض تمويل للدراسة، فانهيار سعر الصرف لبعض العملات مقابل الدولار قد يقضي على القوة الشرائية ويمحي أحلام المدخرين.

– المستثمر المبتدئ استوعب انعكاس سعر الفائدة الفيدرالية الأمريكية على قيمة أصوله وقيمة بعض أوراقه المالية. ولا بد من التحوط إن أمكنه ذلك.

– في سوق الأسهم: كن راكدا عندما يكون الجميع مندفعًا وكن شجاعًا عندما يتقهقر الجميع. هذه التوصية قد تصيب وقد تخيب، ولكل شخص قراره بناء على تخليله وقناعاته.

– تفاعل وأفعال بعض صناع الأسواق المالية مزاجية بامتياز، وهذا أمر (المزاجية) لا يستطيع حتى فلتة عصره أن يتنبأ به أو يقيسه بأرقام. ولذا يوصى بالتحوط وأن لا يجعل الشخص استثماراته في سلة واحدة.

– في زمن العولمة الاقتصادية: أصبحت ظاهرة التسريح بعشرات الٱلاف للموظفين من الوظائف أمر رأسمالي بحت. ويتم بهدف صيانة الأرباح أو تقليل التكاليف في القطاع. وهذا الأمر يوجب على الموظف الحاذق أن يكون محتاطًا من تصدعات ونكبات الزمان بعد بذله كل الجهود في الارتقاء بكفاءته والتدقيق في التحكم في مصروفاته وتطرير كفاءاته
– في زمن العولمة: الكرامة المالية أمر صعب مستصعب ويدرك ويعمل على إحرازها من عظمت كرامته لنفسه وسعى صادقًا بكل جهده لبلوغها في أقرب وقت. ولعل تربية النفس على القناعة وعدم المقارنة من الأدوات المساعدة على ذلك.

– تعدد مصادر الدخل للموظف فيما بعد بداية المشوار المهني أي بعد خمس سنوات من الالتحاق بسوق المهنة أمر يوصى به لكون أسواق العمل وقوانينها متغيرة وأخذت منحى انحيازي لصالح أرباب العمل.

– الثقافة القانونية والتكنولوجية الرقمية أضحت أمرًا عصريًّا مهمًا لتحصين المال والحسابات البنكية الرقمية وحفظ المكتسبات، فالجميع مُطالب بإحرازها قبل فوات الفوت.

– شعار ” المال الكاش ملك ” شعار يستحق التمعن والتفعيل في الأزمات وتقلب الفرص في الأسواق. ومقولة cash is trash لا يمكن التعويل عليها لأن التدوير النقدي دون تمحيص قد يفوت فرص عدة وواعدة.

– على الشخص أن يقوم تفعيل وقف الخسارة في حسابات تداول وليس في ذهنه. والتردد آفة تقتل الفرص.
– كل البيانات المالية الصادرة من الشركات المدرجة لا تعطيك ضمانات باتجاه سعر أسهمها، ولذا من العقل أن لا تتحمس في قراءتها حد الجنون، ولا تكن هذ المصدر الأوحد في صنع قراراتك.

– يُقال إن بعض الدورات للأسواق المالية قد تاخذ مدة عشرة سنوات، وليس هناك ضمان بعدم اختفاء تلكم الشركات من الشاشة. سؤال: كم دورة عشر سنوات في عمرك كمستثمر يود أن يجني أرباح استثماره ؟! . التشبث باسهم مرموقة ذات تقسيم ارباح دورية ستعيش منها ولو حد الكفاف أفضل من وعود يطلقها البعض كمردود استثمارات قد لا تراها في عمرك الشريف.

– عند اتخاذ أي قرار تجنب الضجيج والإمعة.

– التضخم هو أكبر آكل للمدخرات والقوة الشرائية، وأعان الله الجميع على ذلك.

– البيوت أسرار فلا تطرق بيت أحد إلا إذا كان لديك استعداد أن تعينه ولو أقل القليل بحسن الكلام معه وعدم تأنيبه أو إثارة المواجع عليه. ونقول لمن ينشد الاحترام من الناس قلل فضولك ومتابعاتك أخبار الٱخرين واحفظ فضاء حرية للآخرين.

– ادعاء معرفة القاع لسعر أي سهم ضرب من التخمين. فكن صاحب قراراتك وأتعب على تثقيف وتعليم نفسك فكل شخص أولى بنفسه وماله وإدارة شؤونه.

– انطلق في عالم الاستثمار بالزائد من مالك وبعد تأمين احتياجاتك واحتياجات أفراد أسرتك ولا تكن إمعة في قرارك.

– الاستثمار يبدأ بالنفس من خلال التعليم والقراءة النافعة والصحبة الصادقة ثم بالأدوات المالية إن توفرت ورايس العكس.

– مع تعدد المنتجات المالية لم يرجع لنا من مات ليخبرنا بمدى جدوى المقولة الشهيرة: Buy Borrow, Die. “ وهل هي سر من أسرار سعادة الأثرياء أو مسبب رئيس في تعاستهم وانغماسهم في دوامة الهروب للأمام.

– تموت وتحتضر النصيحة وقائلها في أي تجمع أو مجتمع أن تكلم فيها الناصح الأمين أتته ألف مذمة وألف تهكم وألف إهانه وألف نبز ولمز. فإن نصح بشفافية صادقة قالوا عنه أنه مُحبط. وإن أثنى ومدح قالوا عنه أنه مُطبل. وإن التزم الصمت، قالوا عنه أنه شيطان أخرس أو مستفيد من الواقع !!! وفي المقابل ذاك الشخص الذي يجيد ركوب الموجه والموضة يُكال له المدح وأن أفسد وبذر وبدد !!!
– حقيقة (أن لكل أجل كتاب) تمتد على كل شيء. ولكل دورة اقتصادية بداية ونهاية فاعرف أي موقع هي وتصرف بشكل أكثر عقلانية.

– حصد المعلومات شيء والتنفيذ شي آخر. واستحصال المعلومات لا تعني شيئًا إلا إذا ترجمت بعمل. فلا تهدر أوقاتك بملاحقة تفاصيل التفاصيل ووازن حياتك لتستمتع بها مع أحبابك.

قد يكون في جعبتك- أخي القارئ- ما هو أكثر وحتمًا سنستفيد بسماع رأيك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى