أقلام

تنمية القيم النفسية ودعم أصحاب ذوي الهمم

جواد المعراج

إن أصحاب ذوي الهمم لديهم ضعف في الأداء من ناحية التواصل مع المحيط الاجتماعي، أو ضعف الإدراك الحسي أو العجز الجسدي والحسي، أو القصور في الشخصية والتفكير، أو وجود أمراض نفسية أو عقلية تعرقل قدرة الفرد على التعايش والتأقلم والتواصل مع المجتمع والأسرة، وبهذا يشعر المصاب بقلة الاستجابة وضعف الاستيعاب عندما يقع في مشاكل حياتية ونفسية واجتماعية وشخصية.

تلبية احتياجات أصحاب ذوي الهمم تحتاج لتكوين برامج، ومراحل متابعة مستمرة بين فترة وأخرى تهدف لتحفيز وتشجيع هذه الفئة على التغلب على المعرقلات التي تجعل أصحاب الهمم يعجزون عن معرفة قيمتهم النفسية في بيئة المجتمع، فكثير من أصحاب الهمم فاشلون في تقبل الوضع والواقع الذي يعيشون فيه، بسبب قلة الاهتمام التربوي بفئة ذوي الهمم.
إضافة إلى ذلك، أن بعض الشخصيات من فئة من ذوي الهمم تنعزل عن التواصل الاجتماعي، لأنها تخاف الإقرار بوجود المشاكل، وكل ذلك بسبب تراكم مشاعر الخوف والقلق الزائد المبني على عدم إظهار المشاكل عند تشخيص الأطباء والأختصاصيين النفسيين أو المسؤولين الكبار أو المربيين في المجتمع، ولأن أصحاب الهمم لديهم قصور في التفكير مما يسبب لهم ذلك تهيجات عصبية وتشنجات نفسية عندما يستقبلون حوار ونقاش من قبل الأطراف المقابلة الساعية لتوسيع طريق تكوين العلاقات المبنية على معالجة قلة الاستيعاب والفهم، ولاسيما إن هناك فئة من ذوي الهمم لديها تاريخ عنف اجتماعي وأسري يشمل التعرض للصدمات النفسية العنيفة أو الأفكار الانتحارية التي تخلق اختلالات في التوازن النفسي والعقلي بسبب قوة الصدمة والهزة والرضة النفسية في الدماغ والحالة المعنوية التي ينتج عنها مخاوف من التعامل مع الأفكار التحطيمية المتوجهة نحو جعل أصحاب الهمم يعجزون عن تحطيم هذه الحواجز التي تسبب فشل في اقتلاع حالة الارتباك.

ويمكن القول: إن هناك من تعرضوا لإصابات جسدية ونفسية في فترة الغربة عن البلد الأصلي عند لحظة الحروب العسكرية مما سبب لهم صدمة ورضضًا نفسية قوية أدت بهم للإنعزال والعجز عن تقبل الإصابة المؤلمة التي جعلت الأسرة التي يعيشون معها معرضة للرهاب والارتباك والاكتئاب بسبب أحداث الحرب والاشتباكات العسكرية المليئة بالضغط الاجتماعي والنفسي على العائلة والمصاب، مما يخلق لديها تشتيت في الانتباه والحركة والعجز عن مواجهة المرض بكل ثقة وإرادة صلبة.

إن بعض أصحاب الهمم بادر في مواجهة التحديات والصعوبة بكل ثقة وعزيمة تهدف إلى التدريب والتواصل مع المحيط الاجتماعي، من أجل سلخ الأفكار السوداوية التي تظهر الضعف والخوف من التواصل مع الآخرين عندما يواجه أي شخص مشكلة كبيرة في الحياة بشكل عام، وكل شخص من فئة أصحاب الهمم له قدرة على البقاء والتكيف مع هذه الكوارث ولأن تنمية مهارة التكيف تحتاج لبرامج ودورات تدريبية من قبل المؤسسات والجمعيات والجهات المسؤولة عن رعاية أصحاب ذوي الهمم التي تسعى للدعم والخدمة، وذلك كي يتم تلبية وسد الاحتياجات النفسية والمادية والأسرية.

لذا على كل جمعية تطوعية أو جهة مسؤولة أن تبادر بكل قوة في تكوين مثل هذه البرامج بين فترة وأخرى، لاسيما أن هناك مناطق وبلدان ومجتمعات محددة لا يتواجد فيها إعلام توعوي يسعى للاهتمام بهذه العينة الضعيفة، أو لا توجد مراكز رعاية كثيرة تتوجه نحو سد كل فجوة ونقص لدى فئة ذوي الهمم التي تحتاج لمعرفة القيمة النفسية الخاصة بها، والتي تجعل هؤلاء يتعودوا على تقبل كل عقبة وعائق يشكل حاجزًا أمام الاستمرار على الاجتهاد وتحمل المسؤولية، من أجل الخروج من الدائرة الضيقة.

ومن هنا على كل شخص من أصحاب ذوي الهمم أن يعرف قيمة نفسه في الحياة الاجتماعية فالإنسان بطبيعته يتعرض لمشاكل ويجب أن تكون له قدرة على الصبر وتحمل المشقة، وذلك كي يتميز ويتفوق ليكون نموذج ناجح وتاريخي يعلم أصحاب الهمم ويشجعهم على التغلب الفشل وكثرة الخوف التي تصدر منه انفعالات عصبية تؤدي لسد طريق التواصل مع المحيط الاجتماعي الذي يسعى لإخراج الفرد من الأزمة النفسية الكبيرة.

– من الأهداف والقدرات المهمة للجمعيات والمؤسسات والجهات المسؤولة في مجال الاهتمام بأصحاب الهمم في الجانب النفسي والجسدي والعقلي هي:

1- القدرة على التأقلم والتعايش مع أصحاب ذوي الهمم.

2- القدرة على التحمل والصبر على المشاكل الكبيرة دون الشعور بالعجز والخوف.

3- المقدرة على المواساة وتلبية وسد الاحتياجات النفسية والمادية لدى أصحاب ذوي الهمم.

4- عدم سد طرق وفجوات التواصل بين مختلف الطبقات الاجتماعية، بل يجب العمل على طرح المواضيع والمقالات والبرامج الهادفة والتوعوية المبنية على خدمة أصحاب ذوي الهمم في الجانب النفسي والجسدي والعقلي.

5- تعزيز الاهتمام وتكريم أصحاب ذوي الهمم في المجالات الإعلامية والتطوعية، وذلك حتى يشعروا أكثر بالقيمة النفسية التي لديهم.

6- تعليم أصحاب ذوي الهمم على تنمية المهارات الشخصية والاجتماعية، من أجل أن يتعودوا على تعزيز التواصل والتكيف مع الضغوطات النفسية والمجتمعية التي تعزز الاضطهاد والعنف النفسي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى