أقلام

مشاكل الميراث بين الإخوة والوالدين

جواد المعراج

يعرف الميراث ببقاء أموال المتوفى بعد الرحيل، ومن هنا يتم توزيع هذه النقود بشكل منصف دون التعدي على الحقوق بالنهب والمشاجرة بين أفراد الأسرة، ولا سيما أن هناك فئة من الإخوة يستغلون فرصة وفاة ذلك الإنسان الذي يمتلك مبلغًا كبيرًا من المال، وبهذا بدلًا من أن يقسم ذلك الميراث باتباع شرع الله يقوم كل طرف من العائلة بأخذ حق الآخر بالقوة والتسلط.

ومثال على أخذ حقوق الناس بالقوة هو نهب أموال إنسان مريض أو شخص من أصحاب ذوي الهمم كان يعيش حياة تعيسة وبائسة في مسكن رديء لدرجة أن ذلك الإنسان المسكين والضعيف كان يعاني من مرض مؤلم يؤثر على قدراته الخاصة التي تؤدي به للتحكم بالظروف بصورة عامة، فإن صاحب الهمة لديه عزلة مجتمعية وصعوبة في التواصل مع المحيط الأسري والاجتماعي، وسبب ذلك هو إهمال الاهتمام بهذا الطرف المسكين من قبل المجتمع والأسرة، فهناك فئة من أصحاب ذوي الهمم عاشوا حياة مليئة بالاضطهادات النفسية التي تتضمن ممارسة الأذى والضغوطات على شخص مريض نفسي مثلًا، يعاني من نقص في الفكر والشخصية بسبب الظروف التي تعرض لها في سابق نتيجة ضغط الخلافات العائلية، أو نتيجة ضغط المجتمع عليه في مجال الاستقواء والاضطهاد.
إضافة إلى ذلك، سيطرة أصحاب المصالح المالية على تلك الظروف التي تتضمن انتظار لحظة رحيل هذا الإنسان الضعيف، وكل ذلك من أجل نهب أمواله دون العمل على توزيع تلك النقود على حسب شرع الله (بين الوالدين والإخوة).

وما أبشع أصحاب النفوس المريضة التي تستغل الضعفاء وتستقوي عليهم، هذه النفوس الشيطانية والشريرة هي السبب في خلق النزاعات العائلية لعدة سنوات طويلة، بل هي التي تعمل على إثارة الفتنة والعصبية والأحقاد في القلوب لدرجة يصل الأمر للتوجه نحو القطيعة والخصومة الناتجة عن الأنانية والكراهية التي تعرقل العمل على حل تلك الخلافات المستعصية.

نحن كمجتمع وأسرة بحاجة لتعزيز ثقافة دعم ومساعدة ومواساة الأخ أو القريب المحتاج في فترة الظروف الصعبة التي يعاني منها، وذلك لتخفيف المعاناة النفسية المؤلمة وزيادة على ذلك لتكوين التواصل والتقارب في الأمزجة والنفوس بين الإخوة والوالدين، حتى لا تبقى تلك الخلافات مستمرة لسنوات طويلة.
ولكن من جانب آخر هناك أطراف متوحشة ومستذئبة وليس لديها ضمير إنساني حي، وهي متوجهة نحو التفكير في المصالح الشخصية وإثارة النزاعات العائلية عوضًا عن تحمل المسؤولية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى