أقلام

علمينا اليقين

جاسم المشرَّف

في رحاب أم المؤمنين السيدة خديجة عليها السلام

حَدِّثيني أيا نجومَ السماءِ

كيف تزهو معادنُ الأصفياءِ؟

كيفَ كانت خديجةُ الطهر تحيا

بينَ فيضِ الشموخِ والانحناء؟

كيفَ عاشتْ رُغمَ الأعاصيرِ رمزاً

شامخاً يرجعُ الصدى للضياءِ؟

قَلبُها النهرُ لا يزالُ جديداً

يَدفقُ الحبَّ في حنايا الإباءِ

وَحناناً كالبحر لا يعرفُ الشـُّ

ـحَّ انتشاءً على نمير الرواءِ

***

يا كمالَ النساءِ لولا انتصارٌ

وسخاءٌ يفوقُ كلَّ سخاءِ

وصمودٌ كالطودِ ما بينَ قومٍ

هجروكمْ بحقدِهم والعداءِ

لم يُرفرفْ على البريةِ دينٌ

والهدى لم يكنْ لهُ مِن بناءِ

***

كنتِ للصادقِ الأمينِ عماداً

لم تبالي بنكبةٍ أو بلاءِ

قامَ دينُ الإسلامِ يشمخُ عزاً

بعطاءٍ ما مِثلهُ مِن عطاءِ

وأبو طالبٍ عميد الكراما

تِ يدعو أبناءَهُ للفداءِ

ناصراً سيدَ البرية بالقو

لِ وبالفعلِ شادَ صرحَ البناء

وعليُّ العلا ينافحُ بالسيــ

ــيفِ فداءً بعزمةٍ من مضاءِ

هكذا الدينُ شَبَّ فيهِ حماسٌ

وضياءٌ قد شاع في الأرجاءِ

***

أي فيضٍ من الكرامة أضحى

فوقَ هامٍ من العلا والسناءِ؟!

علَّمتنا أنّ الكراماتِ تزهو

في رياضٍ من الهدى والوفاءِ

عِزةٌ تخشعُ الروابي انحناءً

مِن سناها ومِن جليلِ الإباءِ

وسلامٌ من السلامِ أتاها

في ثناءٍ وجنةٍ واصطفاءِ

***

يا كمالَ النساءِ يا مَوطنَ الــ

ــمجدِ جلالاً وموئلَ الأزكياءِ

يا جمالَ الإسلام في عفةِ النــ

ــفسِ ولونَ الإخلاصِ عندَ البلاءِ

عَلِّمينَا أنّ الجمالَ انفصالٌ

وانعتاقٌ من لوثة وغواءِ

ليسَ يُجدي الإيمانُ إنْ لم نُكللْ

عملاً مُخلصاً بسمتِ اهتداءِ

عَلِّمينَا أنَّ الرسالاتِ تبغي

فَيضَ صَبرٍ ونسمةً مِن رجاءِ

عَلِّمينَا اليقينَ في زحمة الشــ

ــشكِ وقودي أفكارنا للضياءِ

ما نُوفيكِ إنْ أردنا وفاءً

بقريضٍ وأحرفٍ من سناءِ

أنتِ رُغمَ الأحقادِ رمزُ خلودٍ

صنوُ حقٍ لسيِّدِ الأنبياءِ

أعظم الله أجورنا وأجوركم

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى