أقلام

السعي والقناعة والشكر

أمير الصالح

هل صادفت يومًا ما شخصًا ما أو أشخاص شاركتهم بصورة أو مقطع فيديو من سفرتك أو احتفال يوم ميلادك أو صور لرحلة لك بهدف نشر البهجة في نفوسهم من شاركتهم وتحفيز نمط حياة إيجابي لديهم وإطلاق جذوة نقاش نافع معهم. فجاءك الرد بالقول من بعضهم: أنت محظوظ ثم أخذ بندب حظه في نفسه أو عياله أو وظيفته أو وضعه؟

إذا صادفت مثل إولئك الأشخاص، فاعلم

أن أولئك النوع من الناس يعولون كامل تعاستهم في حياتهم على الحظ وعلى الآخرين ولا يبادرون بالسعي الجاد في تصحيح أفكارهم ولا يحاسبون أنفسهم على كسلهم ولا يربون ذواتهم على استنهاض الهمة والمثابرة والإصرار والانضباط لصنع الافضل في حياتهم والتغيير نحو الأجدى لمصالحهم. ولذا عند رؤيتك لأي شخص من حولك يندب حظه ليل نهار بشكل مقزز ومفرط وسلبي، فمن الأجدى بعد بذل النصيحة له، تجنبه واعتزال أثره وعدم مشاركته أي شي عن شخصك او نشاطاتك أو سفراتك أو نجاحاتك.

على الجهة الاخرى، تذكر أنك إن رأيت إحدى الأشخاص يشاركك فقط وفقط أخباره السيئة من موت ونزول أمراض وتعثر سداد وخسارة أسهم ولا يشاركك أخباره الطيبة من أفراح وأنشطة ومواليد فاعلم أنه يستخدمك مكب ومردم لإخباره السيئة ومتنفس له من ضغوط نفسيه عليه وأن ادعى بأنه صديق أو زميل أو مربٍّ أو متحدث أو ناشط اجتماعي.

ولعل من الجيد تذكير أولئك الأشخاص وعموم الأشخاص بضرورة استحضار الآيات القرانية التالية لاستنطاق القناعة بما قسم الله والشكر لله والسعي الدؤوب للافضل:

١- (وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ)

فالشخص الذي لا يضيع نفسه لا يكثر التلفت يمنه ويسره، وإنما يركز بصره وبصيرته وعقله وطاقاته ليصل إلى أهدافه النبيلة.

٢- (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلاَّ ما سَعى‏).

الله يحاسب الإنسان على مقدار سعيه وليس بالنتائج وعلى ذلك فالانسان مُطالب بالسعي والكدح والمثابرة واستعمال العقل. والنتائج توفيق من الله وبيده. وهذا الشعور والمفهوم يخلق عين الرضى والقناعة في نفس الإنسان.

٣-( لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ )

الشكر لله يستوجب استحضار الله وبصماته في القلب والعمل والنفس. كما أن ذاك العمل يؤصل الاستمرار في رحلة العمل والعطاء والإنتاج ورفع الكفاءةً. فبدل انشغال الإنسان مقارنة بالآخرين ينشغل بمقارنة أداءة بين الأمس واليوم بشكل مستمر لينجز أكبر قدر ممكن من العمل.

المجتهدون والمثابرون ليس عندهم وقت للتندر وجلد الذات الدائم لأنهم يمضون للأمام دائمًا وأن تعثروا في بعض التجارب أو أخفقوا في بعض المشاريع. تذكير بعضنا للبعض أن يبذل كل شخص متطلع وطموح جهده وطاقته في اوج شبابه وذروة خبرته ليتفادى الندم والتحسر على النفس بعد حين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى