أقلام

دروس من فاجعة الحريق

د.عبدالله الراشد

فجع أهالي مدينة العمران مساء يوم الجمعة ٢٨ / ٧ / ٢٠٢٣م بخبر حريق مفجع بأحد بيوت قرية أبو ثور في مدينة العمران بالأحساء، أدى إلى مقتل أربعة أطفال جميعهم دون العاشرة من العمر، وأصغرهم بعمر سنة واحدة نتيجة ماس كهربائي بأحد أجهزة التكييف تسبب بالحريق، ومن ثم اختناق الأطفال الأربعة رحمهم الله في الوقت الذي كان والدا الطفل خارج المنزل حسب الخبر المنشور في صحيفة بشائِر الإلكترونية.

تتكرر الحوادث المفجعة من وقت لآخر في أي مكان بأي وقت، ولكن ما يجعل الناس تحاول جاهدة لتفادي تلك الحوادث بأنواعها وتسجيل صفر خطورة وحوادث هو باتخاذ خطوات عملية جادة لتفادي مسببات الحوادث والمخاطر، وأولها بدراسة واستفادة من الحوادث السابقة كدروس وعبر واتخاذ ما يلزم من إجراءات لضمان عدم تكرار أو تقليل المخاطر بإذن الله.

الحادثة المشار إليها ومثيلاتها ممكن استقصاء واستقراء بعض الدروس المستقبلية كخطوة أولية في تعلم كيفية تجنب حوادث مشابهة لا قدر الله، ومنها:

١-التأكد من عدم ترك أطفال أو كبار سن أو مرضى عاجزين بمفردهم في مكان دون وجود شخص بالغ أو من يستطيع التصرف في حالة حدوث مكروه أيًا كان نوعه لا سمح الله.

٢- الإشارة لضرورة إيجاد شخص بالغ لا يكفي دون أن يحسن التصرف ولو بدرجة من الحكمة في غالبية المواقف الحرجة وليس أقلها معرفة بمن يتصل سواء من معارف أو من جهات رسمية طارئة، مرورًا بإلمام بسيط باستخدام الماء أو طفايات الحريق والسباحة وغير ذلك من إجراءات بدهية ولكنها ضرورية للغاية.

٣- التأكد دائمًا من جودة الأجهزة الكهربائية وسلامة توصيلاتها والاستعانة بمن لديه خبرة في هذا المجال.

٤- إعادة التنبية والحرص على متابعة أداء وسلامة أجهزة التكييف في فترة الصيف الحارقة، وكذلك أجهزة التدفئة الشتوية وأهمية صيانتها قبل الموسم، وتنبيه أفراد العائلة بأهمية إعطاء راحة لبعض الوقت يوميًا لأجهزة التكييف حسب ما يوصي بها مصنعيها.

٥- أصبح من الأهمية بمكان زيادة الوعي النظري والعملي بأمور السلامة والإسعافات الأولية الضرورية في البيت والعمل والسيارة والشارع والاستراحة والملعب وغيرها في ميادين الحياة اليومية حيث أصبح حضور تلك الدورات والدروس أسهل مما كان من خلال النت أو حضور بعضها عمليًا في دورات تقدمها الجهات الحكومية كالهلال الأحمر، أو جهات خاصة متعددة وبأسعار زهيدة، وكلها بحاجة إلى تكرار وإعادة، وتهدف لتوفير الحد الأدنى من كيفية حسن التصرف بمختلف الحوادث المبتلى بها يوميًا.

( قد يكون من المفيد وخلال التجول لساعات طويلة يوميًا في النت بالجوال بأمور كثيرة أن يتم فتح قناة أو منصة تعلم مثلا كيف يتم التعامل مع حريق أو غريق أو جريح أو حادث أو …. ).

٦- من الأهمية بمكان إعادة النظر في بعض تصاميم المنازل لتكون مطابقة ما أمكن لشروط السلامة وخاصة المنازل القديمة الخارجة عن نظام كود البناء ليتوفر فيها أدنى سبل السلامة، إضافة لأهمية توافر أدوات السلامة والإسعافات بكل منزل وليس أقلها طفايات حريق وكيفية استخدامها.

٧- زيادة تكاتف المجتمع بكل أطيافه بالتعاون في زيادة جرعات الوعي والتثقيف الصحي والبيئي والأمن والسلامة لكل أفراد المجتمع كل من منطلق اختصاصه ومسؤوليته، سواء في المدارس أو المساجد أو الأندية والتشجيع لحضورها نظريًا وعمليًا، بل جعلها كمتطلب لبعض الجهات.

المقترحات والآراء متعددة، وهناك من يعمل في هذا المجال والذين بالتأكيد لن يبخلوا من الإضافات والتذكير بما يلزم لخلق مجتمع واعٍ بسبل الأمن والسلامة والإسعافات الأولية بحدودها المقبولة المناسبة.

في الختام، نعزي عائلة المتوفين في ذلك الحادث الأليم ونسأل الله لهم الصبر والثبات، وأن لا يري أحدًا مكروه، والسلامة للجميع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى