أقلام

الجيل القلق وتضييع الوقت والعمر

جواد المعراج

كانت الأجيال التي عاشت في الماضي فترة الطفولة لا تعاني من ضيق الصدر والعصبية عندما توجه للطريق الصحيح، وعندما تستمع إلى الكلام المبني على إرشاد الشخص للمسار السليم عندما تتعرض للمشاكل العامة.

أما الجيل الحالي فقد أصبح متعكر المزاج يثيره الغضب والانفعال حتى لو كان التحدث معه قصيرًا، ومن هنا ترى ذلك الشاب لا يرغب بأن ينخرط في الحياة الاجتماعية ومع المثقفين وكبار السن، ولا يتحمل أي حوار ونقاش هادف مع أفراد الأسرة أو المجتمع، ولذلك يكون منعزلًا عن الآخرين ويقلق من الاحتكاك بهم خوفًا من الفشل في بناء العلاقة الناجحة مع أشخاص يتصفون بالذكاء والهدوء والاتزان، ويصاب الشاب بالخوف من التعرض للرفض في الحياة الاجتماعية ولا سيما لدى كبار السن، وهذا أمر طبيعي يحتاج للقدرة على تعلم أساليب الحوار والنقاش الفعال مع الناس.

ويمضي العمر بسرعة البرق وهذا الجيل القلق يعيش على هذه الهواجس والأفكار المخيفة دون أن يحقق أي هدف نافع يؤدي به للشعور بالقيمة والمسؤولية، وكل ذلك بسبب كثرة التردد وقلة الإحساس بقيمة الوقت الذي يجب أن لا يستثمر في العصبية والخوف والقلق والانعزال عن التواصل مع البشر المختلفين في الآراء والأفكار والتصورات والاختلافات التي تحتاج لسعة صدر.

والإنسان الطبيعي يكون مقبلًا على تنمية المعارف الإنسانية والاحتكاك بالنماذج الناجحة وأصحاب الخبرات والتجارب النافعة، حتى يستفيد منهم في عدة مجالات ويكتسب منهم أفكارًا تعمل على توسيع مدارك عقله الذي يحتاج للعلم والمشاهدة النافعة في مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة للاستماع للملفات الصوتية التي تفيد الشخص في التطور والحركة والنشاط والحيوية، ولا سيما أن هذا الجيل الضائع يسعى لتضييع الوقت الثمين في الإدمان على الألعاب الإلكترونية واستخدام البرامج المنحرفة كالديب ويب المظلم والكئيب والمواقع والمنتديات الفاسدة التي تشيع الرذيلة، والحسابات الوهمية الفاسدة في تطبيق التيليجرام وإكس، وغيرها من تطبيقات أخرى تشغل جيل الشباب عن استثمار الوقت واكتساب العلوم والثقافات والمعلومات النافعة.

إن الاستخدام السيئ للإنترنت أدى بهذا الجيل للقلق وتضييع العمر، ولا سيما عندما يتابع مواقع يديرها أناس يستخدمون المتصفح لنشر الرذيلة والتجارة بها على نطاق واسع دون ضمير حي في هذه الجماعات والمنظمات والعصابات المشهورة التي تعمل إفساد عقول الشباب النيرة والنظيفة.

إن العقل والجيل النظيف يكون حريصًا على استثمار الوقت وتنبيه الأجيال إلى عدم تضييع العمر فيما لا يفيد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى