بشائر المجتمع

لؤلؤة تاروت وروايات أخرى في أمسية سردية بعرش البيان

رباب النمر : الدمام

ضمن سلسلة أنشطة منتدى سيهات عرش البيان أقيمت مساء الأحد المنصرم أمسية أدبية للكاتب الشيخ منصور آل سيف في مقر النادي بديرة سيهات، حيث تحدث آل سيف عن سيرته الأدبية مع الكاتبة نجيبة السيد علي موضحًا جرانبها الكتابية، وأعمال روائية مشتركة بينهما أثمرت عددًا من الأعمال السردية، مثل الروايات: (تحت الجذوع) و(عندما يحلم الراعي) و(عاشق في مكة) ومجموعات قصصية، مثل (لقاء مع الماضي) و(عابرة سبيل).

وحولرواية (عاشق في مكة) يشير آل سيف إلى أن الرواية تتناول رحلة الحج ابتداءً من سيهات -مدينة في المنطقة الشرقية -إلى مكة،

وكيف تغيرت فكرة بطل الرواية عبد القادر عن الدين والمتدينين، وعاش لحظته الراهنة في الحج الى أبعد الحدود، ومعايشة الحج بكل مناسكه أدبيًا وتاريخيًا ووجدانيًا، وكانت الرواية نادرة درامية في تسجيل منسك الحج بكل تفاصيله.

ووصف آل سيف مجموعة (عابرة سبيل) القصصية بغلبة الطابع الرمزي وعنصر المفارقة، وأنها مستوحاة من ذاكرة الكاتبين وملتقطة من واقع الحياة.

كما أوضح آل سيف أن رواية (دموع مسلحة)

تتناول مشاكل طالبات بمدرسة ثانوية في القطيف، من خلال بطلة الرواية وهي مرشدة طلابية مخلصة في عملها، عانت ودفعت ضريبة إخلاصها ومحاولاتها في حل مشاكل بعض الفتيات حتى تورطت بطريقة ما ووصلت إلى طريق مسدود.

وكذلك بسط،آل سيف الحديث حول الروايات (تحت الجذوع)، و(عندما يحلم الراعي) والمجموعة القصصية (لقاء مع الماضي).

وتحدث السيف عن الرواية (لؤلؤة تاروت) التي جمعته بنجيبة السيد علي وبين أن أحداثها تدور فيجزيرة تاروت بين فترتين مختلفتين من الزمن، فيبدأ بمرحلة الغوص حيث شظف العيش ومصارعة البحر للحصول على اللؤلؤ، حيث تضع القاريء أمام تراث ما يزال ماثلًا حتى هذا اليوم أمام الأعين في أزقة تاروت القديمة، ولكن ينتظر من يؤرخه ويعيد الروح إلى بقاياه لتنطق عن بطولات مجهولة، مثل قلعة تاروت، وعين العودة، وحمام الباشا.

من خلال بطل القصة -حيدر غالب -الغيص والنهام الذي استطاع أن يكون نوخذة رغم التحديات، وقصة حب عذري لفتاة عمياء هي ابنة النوخذة – مريمي السفان – وقد طرده النوخذة السفان رغم حظوته السابقة لديه، وذلك حين شاعت مواويله ذات الغزل العفيف بين الغاصة وسائر الناس ورددتها الألسن.

وقد كان طرده سببًا في أن يدخل البحر كنوخذة ولاحقًا يحصل على حجر البهت المنشود.

أما الفترة الزمنية الأخرى فهي فترة ٢٠٠٠م حيث بات الغوص مجرد ماض يجهله كثيرون وذلك من خلال كاتب الرواية- نادر سفرة- الذي وجد في -الحجي حيدر -غالب إرثًا معرفيًا تراثيًا لا بد من ملاحقته ليؤرخ، وإلا قد نفقد تفاصيل ذلك الماضي.

وهنالك تدور أحداث هامة حيث حيدر غالب الذي ما يزال يتمتع بصحته رغم كبر سنه، ولكنه يتوعك بين فترة وأخرى ومع ذلك فإنه يرعى بعض المشاريع الخيرية، منها مساعدة بعض الطالبات لمتابعة دراستهن الجامعية في مدينة الرياض، ومجموعة فتيات يتابعن دراستهن ويرعى حيدر غالب إحداهن، تجمعهن شقة واحدة وتطلعات مختلفة،

في خضم تلك الأحداث يفقد الكاتب قدرته على متابعة رواية حيدر غالب وتدور في رأسه تساؤلات كثيرة يخشى أن يفوته إكمالها فيما لو مات بطل روايته دون أن يفصح عن بعض الأسرار.

وتنتقل أحداث الرواية بين جزيرة تاروت ومدينة الرياض والولايات المتحدة الأمريكية حيث يتابع حفيد حيدر غالب -صادق-دراساته العليا، ويغامر من أجل التميز كجده.

وبهذا تكون الرواية قد نقلت القاريء من زمن إلى آخر بقفزات رشيقة متتالية من الماضي إلى الحاضر وتستمر القفزات ليكون البطل الرئيس حيدر غالب أنموذجًا لتاريخ إنسان هذه المنطقة التي صارعت البحر بأخشاب كثيرًا ما كانت ترمي بهم في عرض الأمواج الهائجة وتخلّف أحزانًا كبيرة تروى عبر التاريخ.

الجدير بالذكر أن آل سيف

حاصل على بكالوريوس الإدارة العامة من جامعة الملك عبد العزيز ، وماجستير في اللغة العربية.

ابتكر الشجرة النحوية ودرسها للمربيات في رياض الاطفال لإجادة التحدث بالفصحى في معظم رياض الأطفال بمنطقته، ومنها سيهات، وهو أحد خطباء وشيوخ جزيرة تاروت بالقطيف، وإمام مسجد الرفعة.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى