أقلام

بستان قصر تاروت  التراث، الفن، الجمال، الأصالة

أحمد الخرمدي 

أذا كنت من عشاق الفن وسحره، وإذا كنت من هواة التراث وأثره، وإذا كنت واحدًا من الذين يتطلعون إلى روعة الجمال وذوقه، هنا وبالتحديد في بستان قصر تاروت مبادرة بثوب جديد وبحلة جميلة، تنقلك إلى عالم من الإبداع والتميز، أجمل اللوحات الفنية التي تبرز الجمال وتحمل المعاني الكثيرة، فالزائر يستشف فيها الجمال البصري وجوًا مختلفًا وإحساسًا متميزًا، يكتسب خصوصية وراحة تتغلب على كل المتاعب وتنقله إلى عالم آخر، صور مفعمة بالحيوية والإبداع، ومشاهد فنية وأعمال حرفية تراثية نابضة بالحياة والجمال.

بستان قصر تاروت يجد الزائر فيه فن راقٍ وأصالة من التراث، فن متعدد الجوانب والأهداف، ونماذج من الطبيعة الساحرة.

وما يقومون به الفنانون المبدعون تحف تنطق بجمالياتها غالية الثمن، وبما يمتلكون من روح ومصداقية في الفن والرسم والتراث، يزينون المكان، وحيث يظهر الجهد الذي يصدح فيه نمط الفن الإسلامي والعربي، تلك الزخارف والنقوشات المعمارية والأشكال الهندسية، إرث أصيل تبادلته السواعد المثابرة والمتفانية جيلًا بعد جيل منذ آلاف السنين، أثرت منه الجدران والأسقف غنًا وجمالًا، جميعها متناغمة كروح واحدة، وهو جمال منقطع النظير للوحات الفنية المعروضة التب تكتشف فيها مواهبك الخفية وهي بداخلك منذ الصغر، وتوضح شغفك بالفن.

بستان قصر تاروت تراث الماضي، والفنون المعاصرة للحاضر وزهرة المستقبل، يقدم لزواره الكرام فرص كثيرة، منها الأبداع في تزيين منازلهم بسحر كلاسيكي يضيف قيمة راقية لحياتهم، وهناك تجد المنصة التعريفية، وورش عمل لدعم المواهب والإبداعات المكتشفة حديثًا، تجعل للزائر فرصًا للتحدث مع الفنانين والمصورين المبدعين المهرة، وهم كالنحل في بستان الفن والعمل التطوعي للتعارف عليهم عن قرب، وفهم وجهات نظرهم تجاه الفن والتراث وكيف أصبحت مرآة للحياة السعيدة.

وفي مداخلة صوتية أشار المعلم والفنان التشكيلي عبد العظيم شلي إلى أن هذا المهرجان ناجح بكل المقاييس، ودلالات النجاح الحضور الجماهيري والشعبي عوائل وأحفاد، وصغار وكبار السن كذلك من كلا الجنسين، ولولا هذا الحضور ما أصبح المهرجان متميزًا، مؤكدًا أن هذا الحضور الشعبي والاجتماعي منقطع النظير من التاسعة مساءً إلى ما بعد منتصف الليل دلالة قاطعة على تفاعل الجمهور في المهرجان.

وأضاف:”لمست من أكثر الزوار إعجابهم وحرصهم على الحضور ليليًا طوال الفترة الماضية من المهرجان، مما يؤكد أن المهرجان جاذب وزواره في حالة شغف وشوق مستمر في رؤية الأشياء التي رأوها، وكأن الذائقة لديهم لم تشبع بعد، وهذا المهرجان يعيدنا إلى الذاكرة، إلى أيام زمان، كانت أندية جزيرة تاروت الرياضية الثقافية جميعها تحتفل بليالي الأعياد، أمسيات جميلة ثقافية وترفيهية مسلية، فيها من التمثيل المسرحي والإبداع الفني والأدبي والاجتماعي المتنوع والممتع، رغم الإمكانات البسيطة والمتواضعة، ولكن حرص أهالي الجزيرة أن لا يفوتوا ليلة العيد ألا بفرح مبهج، وإن في مهرجان بستان قصر تاروت تراث الماضي وزهرة المستقبل الواعد، أعادنا إلى تلك الأيام الخوالي الرائعة والجميلة، إن كانت أيام زمان ليلة العيد ليلة فرح، ولكن مهرجان بستان قصر تاروت تحديدًا أعاد الفرح السعيد بشكل متواصل في ليالي شهر رمضان الكريم”.

ورغم الأجواء وتقلبات الأجواء ألا إن المهرجان ما يزال يتمتع بالحيوية والنشاط والإبداع، وبحضوره المكثفث من جميع المستويات من داخل الجزيرة ومن المناطق المجاورة، ودول الخليج والمقيمين والسائحين الزوار.

بستان قصر تاروت في نسخته الثالثة يمتاز بالتنوع والثراء حيث الجولات السياحية بمسار يومي حول أثار القلعة وبيوت الديرة القديمة والمتاحف وبها تراث الماضي، ومطاعم شعبية فاخرة، وألعاب ترفيهية للأطفال بجانبها حديقة مائية ممتعة، وعرضات شعبية، وفكلور زفة المعرس والمسحراتي، ومراسم للفن التشكيلي وورش عمل، للبراعم لتنمية مواهبهم وصقلها، والتسلية والمرح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى