أقلام

تجربة فريدة من تجارب كوفيد-١٩

رباب حسين النمر

من الآثار الاقتصادية لأزمة الجائحة العالمية كورونا كوفيد-١٩ أن أفقدت كثير من (الكدّادة) والبائعين المتجولين مصادر رزقهم، وكذلك سائقي الحافلات الصغيرة الذين يقلّون الطلبة والطالبات والتلاميذ والتلميذات، وكذلك تم تسريح بعض موظفي الشركات الأهلية التي أقفلت أبوابها أو قلصت نشاطها واكتفت ببعض الموظفين الذين يعملون عن بُعد.
وفي الوقت ذاته انفتحت أبواب الرزق على البعض أثناء الجائحة، وانتعشت أحوالهم الاقتصادية، ودرّت عليهم الأرباح الجيدة.

نذكر من هؤلاء: البريطانية
( ميكايلا مورغان) البالغة من العمر ثلاثين عاماً، وهي خريجة فنون تطبيقية، التي استثمرت فترة مكوثها بالمنزل وذلك ابتكار فن موضة معاصر كان سبباً في تدفق الأرباح الطائلة عليها، وقد بلغت أربعين ألف جنيه إسترليني شهرياً.
بدأت (مورغان) مشوارها في شهر مارس الماضي بقراءة كتب المساعدة الذاتية، وكتب الأعمال والأدب والفن الرقمي الذي يتم من خلاله إنشاء لوحات فنية باستخدام التكنولوجيا، ويتم الإنشاء بواسطة الحاسوب ثم طباعتها بدلاً من فرشاة الطلاء.

ثم أنشأت (مورغان) موقعاً إلكترونياً أطلقت عليه (ميمو آرتس ) واشترت البرامج والمعدات اللازمة لممارسة فنها ببضعة آلاف من الجنيهات، ثم بدأت في إنشاء تصاميم على شاشة الحاسوب باستخدام جهاز لوحي.
وبدأت (مورغان ) بابتكار اتجاه فن موضة معاصر من خلال تصميم نوع من القطع الفنية التي تزين بتصاميم راقية، وتوضع في غرفة المعيشة.
وبناء على طلب عملائها في الموقع الإلكتروني ابتكرت عدداً من التصاميم تقوم بطباعتها على قطعة قماش وتؤطرها، ثم تقوم شركة توصيل أمريكية بتوصيل اللوحات الفنية وتسليمها للعميل في أي مكان حول العالم في شراكة عمل بينهما.
حظيت (مورغان) بشهرة واسعة حول العالم، وانهالت عليها الطلبات لإنشاء تصاميم خاصة بالعلامات التجارية الشهيرة للأزياء والعطورات مثل شانيل، وبرادا، كرستنديور، ونسخ من واجهات متجر، أو زوج أحذية، وسواها.
وقد تعاقدت (مورغان) مع شركة إماراتية لصناعة العطورات لإنشاء تصاميم خاصة بعلامتها.

وباعت (مورغان) بين نهاية أبريل ونهاية يوليو من هذا العام ما قيمته مائة وسبعة عشر ألف جنيه إسترليني من الطلبات، وبلغ عدد متابعيها عبر أنستقرام أكثر من سبعة وعشرين ألف متابع في غضون أشهر قليلة.

وبحسب صحيفة (والس أون لاين) كانت (مورغان) تعيش في وضع سيء عام 2019م، حيث انفصلت عن زوجها الذي عاشت معه سبع سنوات، وكانت تعيش في حالة حزن وضياع، ولم تكن ترغب بمغادرة المنزل. وبسبب سلسة تنقلات في عدد من الأماكن لم يكن لديها استقرار مهني.

وبعد عام مليء باليأس والألم، تغير مجرى حياتها أثناء جائحة كورونا، ونما لديها إصرار على ممارسة موهبتها التي زاولتها في رسم لوحات فنية زيتية ولوحات بورتريه لأقاربها بالمجان، فطورت من ذاتها وحققت أحلامها، وضمنت عملاً جيدا، يوفر لها دخلاً جيداً يضمن استقرارها المادي والنفسي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى