أقلام

التدفق المعرفي وأثره

أمير بوخمسين

التدفق المعرفي هو عملية ديناميكية بين مكونات المجتمع، يشمل حصيلة الممارسات الاجتماعية والتنظيمية التي يتم عن طريقها تبادل الرؤى والأفكار والخيارات بين أفراده. يتطلب توفير تدفق المعلوماتية وتطوير وسائل التقنية وتحديثها بوسائل متاحة في عالم يسير نحو الألفية الثالثة من الجهات المسؤولة عن هذه الوسائل متابعة كل جديد في مجال التطورات الاقتصادية والسياسية والعلمية الدولية لتستطيع أخذ مكان في عملية التبادل المعلوماتي وتيسير وصولها بعدما أصبحت حقيقة واقعة. ولا شك في أن التطور بشبكة الإنترنت يعد أحد أهم الإنجازات العلمية المعلوماتية في عصرنا الراهن، حيث تنوع خدماتها ومعلوماتها وأنماط البيان فيها، ويتوقع البعض بعد خمس سنوات تقريباً أن تكون هذه الشبكة في متناول الجميع، ولن يتحقق ذلك إلا بقفزة سريعة لشبكات الاتصال، تجعلها قادرة على تحمل هذا الكم الهائل من المعلومات ذات الصور المختلفة.
حيث أصبح لدينا تدفق معرفي نتيجة للثورة المعرفية التي نعيشها في عصرنا هذا مع تطور وسائل التقنية الحديثة، ففي السابق كانت المعلومة والحصول عليها والبحث عنها تتطلب جهداً كبيراً، تلك المرحلة عندما يذكر أي شخص معلومة أو حدثاً تاريخياً من النادر التدقيق فيه أو الذهاب للبحث عنه في أمهات الكتب والمصادر، ولكن اليوم في ظل هذا التدفق المعلوماتي والمعرفي، وسهولة الوصول للمعلومة من أي مصدر ومكان، أصبحت لصالح المتلقي في كل العلوم وليس في علم واحد. فإذا سمعت أية معلومة بسهولة تستطيع أن تتحقق من صحتها أو عدمها، وذلك عبر ضغطة زر للبحث في الكمبيوتر، حيث تجد أمامك مئات الملايين من المعلومات والمواقع، وكل شخص لديه رسالة يريد توصيلها للمجتمع وللجيل الجديد عليه أن يعرف معظم أنواع التقنية وأساليبها. الجيل الجديد أصبح يعرف كل وسائل التقنية الحديثة وكل أنواعها، لذلك الرسالة المرسلة من قبل أهل الرأي والفكر يجب أن تواكب هذا التطور من أجل احتواء هذه الأجيال والدخول معهم عبر متابعة هذه التطورات والتفاعل معهم، فكل فرد في المجتمع لديه موسوعة ضخمة يستطيع الرجوع إليها وذلك عبر الجوال المحمول.. وهذه مسؤولية المثقفين وأهل الرأي يجب عليهم أن يرتقوا في أسلوبهم وخطابهم للمجتمع بصورة موضوعية ومقبولة، والأخذ بالاعتبار الأجيال الجديدة من الأعمار الصغيرة، خصوصا أن هؤلاء لديهم القدرة على الدخول على كافة المواقع عبر الإنترنت، والدخول على مكتبات العالم والحصول على كل الكتب التي يريدونها حول العالم، بحيث يستطيعون أن يراجعوا المعلومة التي تلقوها، لذا لا بد أن تكون الرسالة والمعلومة ذات مصداقية ومتزنة حتى تكون مقبولة للأجيال الجديدة و لا تكون منفّرة، والمواضيع المنتقاة التي تهم هذا الجيل حتى لا يكون هناك اغتراب بين ما يطرح عليه وبين احتياجات هذا الجيل. التدفق المعرفي اليوم أصبح لصالح الجيل الجديد والأنسان الفرد، ولم يعد التفكير الجمعي هو التفكير السائد، بينما أصبحت الفردانية هي السائدة، حيث إن كل شخص يمتلك هذه الوسائل ويمتلك الموسوعة العلمية. الوسائل المستخدمة للتدفق المعرفي:
1- وسائل التواصل الاجتماعي بكل أنواعها.2- الوسائل المقروءة والمرئية (الكتاب – التلفاز)
3- تجارب الآخرين وإنجازاتهم.
هذه الوسائل تلعب دوراً كبيراً في التدفق المعرفي الإنساني، ولها تأثيرها على الصعيد الاجتماعي.. ساعدت هذه الوسائل في تطور الفكر الإنساني والانفتاح الذي انعكس على تلاقي الثقافات والتقارب بين المجتمعات، فلم تعد هناك حدود في انتشار المعلومة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى