أقلام

حكايات من عبق والدي حسين النمر(ج٨)

رباب حسين النمر

* كيف بدأت تخوض سوق العمل بشكل جدّي ومستقل؟ وما المراحل التي مررت بها في تاريخ عملك؟ سألت والدي، فأجاب:

(في المرحلة الثانوية تركت الدراسة والتحقت بالعمل مع والدي رحمه الله، ففتحنا دكاناً في عمارة السلام لبيع الذهب والألماس والمجوهرات. وتعلمت من والدي رحمه الله العمل.
كان وجود المجوهرات في السوق قليلاً انحصر في دكاننا ودكان محمد ابن العم حسن وشريكه عبد الصمد الحمود.

كانت فترة تأسيس بالنسبة لي، حينها كنت أسافر بشكل سنوي فأقصد معرض بازل في سويسرا ومنه أحضر بضائع متنوعة، ومعرض ميلانو بإيطاليا، ثم اتجهنا إلى الشرق فسافرت إلى الهند وكان بيننا وبين شركات هندية علاقات عمل وكانت على مستوى عالٍ من الجودة.
ثم انتقلت للسفر إلى هونج كونج.
من البلدان التي سافرت إليها وأسسنا معهم علاقات عمل:
برمنجهام في شمال لندن ببريطانيا حيث تكثر مصانع المجوهرات،وكنت أجلب منها بعض المصاغات، وكذلك كنا نجلب بعض المصوغات من مدن ألمانية مثل مدينة بفورتزهايم وتكثر بها أيضاً مصانع الذهب، وكنا نستورد منها بعض المنتجات لمدة طويلة.
هذه الفترة كانت من أقوى الفترات التأسيسية. وازدهار العمل، فقد كنا نجلب بضائع فريدة من نوعها، وبدأنا نكون قاعدة من الزبائن النخبويين مثل المعجل والسحيمي وبن زرعة بالأحساء، وعوائل الكوت، ومن القطيف وسيهات العوائل الكبيرة المعروفة مثل المطرود، واستمر استقبالي لطلبات زبائن الألماس والأحجار الكريمة خمسة عشر عاماً، أقوم بتلميعه وتنظيفه وبناء قاعدة علاقة بالزبائن ولله الحمد على نعمه).
بعد الزواج بعام تقريباً كان العقار في الدمام مناسب الثمن، فلا يتجاوز سعر المتر المربع ثلاثمائة ريال في حي العنود على سبيل المثال، وبدأت النشاط في العقار، حيث كنت أعمل مع والدي وأخي أحمد في دكان الذهب بعمارة السلام، فاشترك والدي مع مكتب الشرق الأوسط ومجموعة من الأقارب والأصدقاء، فكونوا مجموعة تعمل في العقار، فيشترون مساهمات بالمجمل (منطقة كاملة أو أرض كبيرة) ثم يقسمونها إلى مخططات ويعملون على بيعها، وكنت أرى في ذلك الوقت أن دكان المجوهرات جيد ويعمل بنشاط، ولكن مردود العمل العقاري أكثر ربحاً وأسرع، ورأس ماله أكبر من رأس مال الدكان.
وبعد بحث وتأمل دخلت ضمن شراكة فتركت دكان الذهب، وأسست شراكة مع ثلاثة من الأصدقاء وفتحنا مكتب قرطبة فرع الدمام، وكان هناك فرع في الأحساء،
وعملنا في مكتب قرطبة. ومن المساهمات التي عملنا بها مساهمة سوق التمر بالحليلة، وبجنوب الهفوف مساهمتي العزيزية والبندرية. واستمرت شراكتي مع مكتب قرطبة حوالى ثمانية أعوام وكنا نعمل في الدمام والأحساء وكان مصدراً جيداً للرزق ولله الحمد والمنّة.
وبعد أن تركت مكتب قرطبة شاركت ابن العم عبد المجيد العبد الله النمر، واستخدمنا دكانهم مكتباً لبيع الذهب بعد أن جمعنا رأسي مالنا، وأخذنا نعمل ببيع الجملة والمفرد، واستمرت الشراكة أربعة أعوام أو خمسة. وكان العمل نشطاً جداً بفضل الله وتوفيقه.
كنا نبيع سلاسل عيار 21،وجنيهات وسبائك ومصاغات تصنيع جدة(جاوي)، وكيلوات ذهب. وكان يشتري منا سوق الجبيل بالجملة، وسوق الدمام (الحب)،وكذلك تجار من الأحساء،وكان العمل في أوج قوته وازدهاره حيث يصل معدل كمية المبيعات خمسة إلى ستة كيلوات جملة، وكيلو تقطيع،ولم تمر علي بركة في العمل كما مرت وقت شراكة عبد المجيد، وكان العمل ناجحاً بفضل الله.
بعد فترة الأعوام الخمسة، دخلت شراكة مع إخوتي محمد وعبدالله، وكان ترتيب العمل بالاتفاق مع مؤسسة حسن النمر للمجوهرات فتح لنا حسابات مع شركة نونو في البحرين، وبنك الذهب في دبي، وفتحنا حسابات ذهبية (دايموند) مع البنك الأهلي وصار العمل على قسمين: قسم الورشة يديره محمد أخي، وقسم مكتب الذهب كنت أعمل فيه على بيع كيلوات الذهب مع تحويلها إلى سنغافورة مثلاً أو البحرين أو دبي. كان القسم الذي أسسناه مع العم حسن يخدم قطاع تجارة الذهب في السوق، وكان أشبه ما يكون بفرع بنك مصغر عملت به فترة كانت نشطة. وكان العم حسن لديه مساهمات عقارية وبحكم شراكتي معه ولدينا رأس مال مشترك كنا بجانب العمل في مجال الذهب نعمل في بعض الفرص العقارية حيث كانت الأسعار مناسبة.
وكان محمد أخي يدير الورشة. وبعد فترة تركت العمل في المكتب كون العمل هناك مجهداً ومعرضاً الخسائر بسبب تذبذب الأسعار بين الارتفاع والانخفاض، وبقينا في الورشة بجانب العقار.
وبعد فترة شارك محمد أخي أولاد المحمد علي في مكتب بحر العقار، وعدت شراكة مع عبد المجيد وافتتحنا مكتب عقاري لكي نجري هناك بعض الأنشطة المشتركة، كون عبد المجيد نشيطاً ويتميز بعلاقات اجتماعية قوية، وبعد فترة عدنا للشراكة في العقار أنا ومحمد أخي بعد أن فضضنا شراكاتنا السابقة وزاولنا نشاط البيع والشراء والإنتاج في الورشة، وكانت هذه الفترة طويلة وموفقة إلى يومنا هذا)

*الارتباط والزواج من المراحل المهمة التي تكفل للمرء الاستقرار وتحقق له تأسيس عائلة، فما هي ذكرياتك حول هذا المحور؟

(في فترة الشعيبة
كانت فاطمة بنت خالتي آمنة وعمي حسن (مسمّية) لي، فتزوجت منها، وتم الزواج في بيت الشعيبة. وفي ليلة الزواج أحضر الطباخ رجب عدة الطبخ إلى (حوطة بيت العم حسن) وكان العشاء الذي طبخه لذيذاً وفائق الجودة. وتولت العمة آمنة أطال الله عمرها خياطة ملابس العروس وتجهيزها فقد كانت تمتلك خبرة في،هذا المجال وكانت سنداً لنا.
وفي يوم العرس ذهبنا إلى مزرعة بورشيد وتمت المراسم الخاصة بالمعرس(حي بورشيد السكني كان مزرعة تحتوي أكثر من بركة) وتم الزواج ولله الحمد)

يتبع …..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى