أقلام

الخروج من الأزمات النفسية

جواد المعراج

تعرف الأزمة بفقدان التوازن في ضبط الانفعالات في شخصية الإنسان، وكلما تكاثرت المشاكل النفسية وتضخمت الأزمات لدى الفرد أدى به هذا الأمر للانهيار والخوف من مواجهة ما يتعرض له من عوائق وصعوبات تمنع من التغلب على تلك المخاوف المزعجة التي تخلق العجز والمرض النفسي أو السلوكي أو العضوي أو الجسمي.

وهناك من يتعرض لمواقف صادمة في الحياة تؤثر على شخصياتهم في الواقع كأن يصبحون غير قادرين على التأقلم مع البيئة الاجتماعية المحاطة بظروف نفسية سيئة تؤدي لجعل الناس يشعرون بالقلق في جانب تكوين العلاقات، وحل المشاكل الشخصية، والتغلب على الأمراض الخبيثة.

الأزمة النفسية مثال على الشخص الذي يعاني من السرطان فهناك من لا يستطيعون مواجهة الخلايا السرطانية التي تعمل على تدمير الجسم وتدمير النفسية عند استخدام تلك المواد الكيميائية التي تعالج المرض، وحتى لو استخدموا المواد، فالبعض قد لا يتحمل هذه الخلايا المؤذية فيؤدي به ذلك هذا الأمر للوفاة.

وهكذا الأمر مع من يعانون من الخوف من التعامل مع مختلف الظروف فالأشخاص الذين يخافون من مواجهة الأزمات النفسية يصابون بمرض نفسي يؤثر على طريقة التفكير والسلوك الشخصي، وهذا المرض النفسي له آثار سلبية على شخصية الإنسان فهو يعمل على تعطيل القدرات العقلية لديه إلى أن يصبح معاق أو مشوه نفسيًّا بسبب تلك الأفكار المزعجة التي تتعب العقل.

وأن بعض الذين يصابون بالأزمة النفسية الكبيرة يتوجهون نحو التفكير في الانتحار بسبب شدة الألم والعذاب الذي يتعرضون له من قبل المرض الذي يزعزع الراحة والاستقرار النفسي، لأن الشخص الكئيب يختلف تفكيره عن الإنسان الطبيعي الذي يمارس حياته بشكل اعتيادي ومنتظم، وحتى لو تعرض لأي مشكلة في الحياة فإنه لا يتحطم بل يضع تركيزه على حل الأزمة بدلًا من تعقيد الأمور.

وهذا ما يحصل في هذه الأيام بنوع الإعلام الناتج عن التهور والفساد وهؤلاء المشاهير الذين ينتحرون بشكل مفاجئ لا يملكون إيمان قوي بقدراتهم وخالقهم الله الذي أعطاهم كثير من النعم والأرزاق والأموال ومع ذلك تراهم جحودين ومستهترين بأرواحهم.

ومن جانب آخر ترى أناس يعانون من إعاقة وعاهات نفسية تتلف الخلايا في الدماغ عند عدم تحمل مواجهة الحالة المؤلمة، ومع ذلك هم ما يزالون أقوياء ومتمكنين من التعايش، وبعض هذه العينات قد تتميز وتتفوق وترتقي في المجتمع التي تعيش فيه على حسب المقدرة بين كل عينة.

وفي هذا الجزء النصي نتعلم أن أي عقبة شديدة يمر بها الإنسان هي عبارة عن حكمة إلهية واختبار له، وقد يتجاوز البعض اختبارات صعبة كثيرة واضطرابات وأمراض نفسية حادة ينتج عنها أفكار انتحارية وعصبية زائدة وتهيج في المشاعر والعواطف، من هنا يعد ذلك خطوة ممتازة لبناء الشخصية القوية التي لديها صفة سعة الصدر والمرونة في تقبل الواقع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى