أقلام

هم يعرفون أن ذلك الشخص طيب وخلوق، ولكنك لا تعرفه جيدًا

جواد المعراج

في هذه الحياة أشخاص نعرفهم وهم أصدقاؤنا، نجلس ونخرج معهم، ونرى أن لديهم الأخلاق الحسنة والعادات الطيبة، بل بين نشعر بالراحة والانجذاب تجاههم لدرجة تصل إلى أننا عندما نرى أشخاص يخطئون في حقهم نقوم بالدفاع عنهم والوقوف معهم، من خلال ذكر محاسنهم وصفاتهم الإيجابية بسبب حبنا واحترامنا لهم وحسن العشرة بيننا وبينهم.

والشخص الذي لا يملك معرفة واسعة حول ذلك الشخص الغريب قد يرتكب خطأً وظلمًا بحقه عندما يتحدث عنه بسوء ويرمي عليه الكلام السلبي في المجالس وغيرها من أماكن أخرى، لأنه في الأصل لم يلتقِ به على أرض الواقع ولم يتعرف عليه، فكل هذه الأحاديث ناتجة عن انتقام وحسد وسوء ظن، إضافة إلى ذلك حب نشر الفتنة بين أفراد المجتمع.

وهؤلاء العينات الذين يتسرعون في أخذ الأحكام المتسرعة تجاه الناس دون معرفة لهم يعانون من مشاكل وعقد نفسية في شخصياتهم، خاصة عندما يرون أشخاص معينين جالسين في مكان محدد؛ فيذكرون صفات صديقهم الطيب والخلوق ومدى محبتهم له.

فهناك أشخاص لا يرتاحون، بل يحقدون على كل إنسان يحمل سلوكيات جميلة وإيجابيات، ولهذا ترى هؤلاء ينقبون عن سلبيات وزلات الإنسان الذي يكرهونه، إما بسبب سوء الفهم أو النية لديهم وأحيانًا يكون ذلك؛ بسبب تصديق القيل والقال تجاه ذلك الإنسان دون التعرف عليه والسؤال عنه من قبل الأفراد الأوفياء والأمناء الذين يعرفونه بشكل كبير ودقيق.

فليس كل شخص غريب عنا ولا نعرفه شخصيًّا يعد شخصية شيطانية وشريرة؛ فهذا المفهوم الخاطئ جعل مجتمعاتنا المعاصرة تقع في مستنقع الفوضى والدمار النفسي والخراب، وكل ذلك بسبب النظرة الضيقة تجاه الشخصية غير المعروفة، وخصوصًا لو كانت تسيطر علينا تلك الأفكار السلبية والاعتقدات الخاطئة التي تجعلنا نسئ الظن بالناس ونحكم عليهم من أول نظرة ولقاء.

ليتنا نتريث في طريقة تعاملنا مع الغرباء والناس بشكل عام حتى لا نظلمهم ونعتدي عليهم وعلى حقوقهم، وأن نأخذ فترة طويلة عند لحظة التعرف عليهم وعلى شخصياتهم البشرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى