أقلام

حرر نفسك من الإدمان الصامت

أمير الصالح

في الوقت الحاضر يكسب بعض الأشخاص رزقهم من خلال قضاء المزيد من الوقت في استخدام أجهزة الحاسوب المحمول أو الهاتف المحمول. يقومون بالتمرير على الشاشة لإجراء الاختيار الصحيح للمخزون المعلوماتي، ونشر إعلان، وتصوير مقاطع فيديو iPhone، وتحليل البيانات، وإجراء المعاملات البنكية، وبيع السيارات/البضائع.

وفي الوقت ذاته يقع معظم جيل الشباب الجديد في ارتباط عميق بهواتفهم المحمولة/ أجهزة الحاسوب المحمول حد الإدمان. لقد أدمن بعضهم حملها واستخدامها والنوم معها في كل مكان بما في ذلك داخل المرحاض، طوال الوقت. في كل دقيقة، يتصفحون رسائل بريد الإنترنت/ البريد الوارد، ومجموعات الواتس آب، والتطبيقات اللينة بهواتفهم المحمولة. عند أصحاب الجهاز الناضجين، يتم تحميل هواتفهم المحمولة مع تطبيقات البرامج المطلوبة في الغالب للخدمات المصرفية الإلكترونية، ومعالجة الأوراق الحكومية الإلكترونية، والتجارة الإلكترونية، والسياحة الإلكترونية، والمبيعات الإلكترونية، والطب الإلكتروني (المستشفيات)، والتسوق الإلكتروني، وطلب الطعام، والنقل الإلكتروني (uber)، والحجز الإلكتروني (خدمة الفنادق)، والتذاكر الإلكترونية ،…. وغيرها الكثير عند الناضجين يتم
استخدام تطبيق البرنامج تحت بند “الضرورة الملزمة ” أي عند الحاجة. لسوء الحظ، فإن عددًا كبيرًا جدًا من البشر في جميع أنحاء العالم فإن عملهم الروتيني اليومي أضحى فقط: التمرير على شاشات هواتفهم المحمولة، وتناول الطعام أثناء التمرير ومشاهدة TikTok، ثم قلب القنوات والتمرير على youtube وtwitter.
المزيد والمزيد من التمرير على الشاشة على Netflix / ألعاب الفيديو !! وينتهي بهم الأمر ليكونوا مدمنين على التمرير على الشاشة بأهداف ودون مقاصد!
قد تشعر العقلية الطائشة بمتعة مؤقتة، لأنه قد يرغب في مشاهدة صور/مقاطع فيديو سخيفة أو مسيلة للعاب فضوله. في الواقع، هم مستهلكون مفرطون للشهوة التصويرية و/ أو النكات دون المستوى أو تم تهكير أوقاتهم واستنزاف أموالهم في النت. ينتهي الأمر بالمجتمعات المبتلاة بهذا البلاء في جميع أنحاء العالم إلى وجود الكثير من المراهقين الذين يعانون من مشاكل النوم، واضطراب الأكل، وتقلب المزاج، وفقدان التركيز، والعزلة الاجتماعية، والكسل، والحد الأدنى من التفاعل …… وغير ذلك الكثير.
معظم الدوبامين لديهم يتم قليه، ودماغهم يتم تحطيمه بشكل مفرط من خلال المواد الإعلامية الكثيفة والكبيرة وغير المنطقية التي يعرضون أنفسهم لها.
الكثير من الأخبار غير المنطقية المتناثرة في مواقع النت، والكثير من صور الإغواء، والأخبار المزيفة، والمعلومات المضللة تحاصر عددًا كبيرًا من الناس وينتهي بهم الأمر إلى أن يصبحوا مدمنين صامتين على شاشات الجوالات.

توقف عن استهلاك الكثير من الوسائط.
إنه يؤذي عقلك، ويضيع وقتك الثمين، ويشتت انتباهك عن بناء مستقبل أفضل هو نداء معظم أرباب الأسر في هذا الزمان.

الحياة جميلة، عندما تكون على طريقة المساهمة والإنتاج. الجسم الكسول الذي يعاني الكثير من الأمراض هو النهاية المتوقعة لمستخدمي الشاشة الإلكترونية دون هدف.
من فضلك، أغلق هاتفك المحمول، وانطلق في العالم الحقيقي واصنع الذكريات!

ننصح بإخلاص هؤلاء المدمنين الصامتين، بتغيير أسلوب حياتهم، وتحرير أنفسهم من الإدمان الإلكتروني والوسائط الاجتماعية الالكترونية، والتوقف عن التمرير على الشاشات. لا تتحدث بأعذار واهية لتبرير فشلك أو انعدام نموك المهني أو السقوط في مكبات الحياة. سمعنا بآلاف الأعذار من بعض الكسالى والتنابلة والمحبطين لأنفسهم، مثل:

– أنا لست محظوظًا
– أنا لست ذكيًّا
– ليس لدي وقت
– ليس لدي النقود
– ليس لدي شبكة العلاقات الصحيحة
– لم أولد بملعقة فضية في فمي
– هذا لا يحدث لأناس مثلي
– أنا لم أتزوج بالمال
– أنا لا أعيش في المنطقة الصحيحة
– لا يمكنني الحصول على وظيفة براتب مرتفع
– لا أستطيع تحمل استحصال درجة هذه الوظيفة
– لقد نشأت فقيرًا
– لا شيء جيد يحدث لي

كل هذه الأعذار وغيرها يجب حذفها ورميها من عقل الأشخاص الباحثين عن النجاح باصرار، واستبدالها بشعار: مفتاح الحياة الصحية هو العقل السليم. تحتاج مجموعة العقل إلى ضبط إيقاع حياة منتجة والمزيد من الانغماس في الطبيعة والأنشطة الحقيقية والمهام الموجهة نحو الهدف. من فضلك أيها الشاب الطموح صدقًا: تخلص من عادات الإدمان الصامتة وكذلك حارب كل أنواع الإدمان المزعج و الاستهلاك المفرط لجعل حياتك أفضل لك ولأحبائك.
التوفيق في سعي مستوى الوعي والتفكير الناضج، وفهم طرق إدارة واستثمار المال بشكل أفضل، وإدارة المسؤوليات الذاتية لتحقيق الكرامة المالية والكرامة النفسية والكرامة الاجتماعية. قد تكون أصعب مهمة على وجه الأرض لدى المراهقين هي التركيز على تحقيق أحلامهم/ طموحاتهم/أهدافهم؛ ولعل أسهل مهمة يقومون بها هي تقديم الشكوى بعد الشكوى ضد الحظ والمكان والزمان والموارد. كل شاب نشيط وحيوي، قد يكون من المفيد له صقل المهارات المهنية والمالية والتربية البدنية. فهذا سيجعلك أكثر توفيقًا وتميزًا بإذن الله بنسبة تفوق 97٪ من زملائك من خريجي الجامعات. إذا كنت صادقًا مع نفسك وتعمل بجد، فتوقف عن تمرير الشاشة الإلكترونية ليل تهار لإضاعة الوقت وتحويلها إلى التمرير للشاشة للحصول معلومة ادارة المال أو البحث عن المعرفة الصحيحة أو تطوير الوعي. أو استنطاق الحكمة. شخصيًّا، لا أستطيع أن أتوقع الصدق من الناس الذين يكذبون حتى على أنفسهم. لذا تحكم الشخص في مشاعره وعقله وحياته أثناء استخدام التكنولوجيا/ الإنترنت/التطبيقات/مواقع التواصل الاجتماعي لتجنب أن يكون خالي الوفاض يدل على نجاحه في توظيف التقنية لصالحه، والعكس صحيح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى