أقلام

المولات و التسوق الفطن

أمير الصالح

أضحت منافذ التسوق (المولات) ركيزة مهمة لكل مكونات أبناء المجتمع من مواطن أو مقيم بكل طبقاته ومختلف فئاته العمرية. وأضحى التسوق فن، والتسويق فن، والترويج فن ، والدعاية فن، والشراء فن، والعروض التسويقية فن، والديكور الجذاب فن، والحملات الدعائية فن، وإستخدام آخر مستجدات صناعة المواد التطبيقية تجاريا فن، والمقايضة فن، والإقناع فن.

فالسوق (مول مغلق أو مفتوح) أضحى نقطة إلتقاء البائع والمشتري والصانع والمورد والمستورد والموظف والتاجر والعامل والكسبي والمتسول والمشرد والمغازل والمبتذلة والنشال والمتعفف وطالب الرزق الحلال وطالب الحرام وملتقى الأصدقاء وملتقى الأشرار وصناع الوظائف وطلابها. يمكننا أن نقول مع بعض التحفظ أن الاسواق لا سيما المولات أصبحت نافذة كبيرة على الاتجاهات الفكرية داخل كل مدينة وإرهاصات الترند القادم لأبناء الجيل الصاعد.

حديثا أدرجت بعض المولات مناطق مخصصة لتناول الطعام food court. فأزدهرت حركة الإقبال على المجمعات التجارية أكثر فأكثر لا سيما من قبل العوائل وزوار المدن. وتوالت الموجات الترويجية لمطوري الأعمال لتلكم الأسواق بإطلاق صوالين وأماكن مخصصة للمساج وأماكن بيع الحيوانات الأليفة وإدماج نشاط السينما في المولات وتسيير تاكسي المول وإطلاق مشاريع ركن مخصص للالعاب الاطفال والمراهقين. وهذا يعني أن الشاب والمراهق والطفل الصغير يرضع ويتشرب أفكاره بجزء منها من المول (السوق) بما يشاهده من موضة ملابس وأسلوب حديث وأنماط تخاطب وتعاملات وسلوكيات. ولعل آخر صيحة من صيحات فنون الجذب هي تخصيص خطوط مشاة لرواد السوق المغلق لحثهم على ممارسة رياضة المشي داخل ذات السوق وإستهلاك وقت أطول وذاك يعني لدى البعض تسوق أكثر وصرف مال أكبر. والتعزيز لرياضة المشي أمر محمود وأتمنى إنخراط كل المولات في ذلك البرنامج الصحي الجميل.

فعليا المولات تحولت إلى منصة لخلق إنسان إنفتاحي وكسر الإنطوائية في بعض النفوس وكسر الروتين والملل في حياة سكان المدن. وقد تعزز الثقة بالنفس لدى من لديه ملائة مالية لقدرته على إقتناء ما يريد من تلكم المولات مع كامل إحتفاظه بالكرامة المالية. وقد تحدث العكس لمن إنعدمت عنده الملائة المالية.

مع تكاثر تعداد المولات والأسواق، أتمنى إدراج بعض اللوائح لتنظيم السلوك داخل الأسواق ومنها:
١- منع رفع الصوت عند المناداة بين الاشخاص.

٢- منع وضع الجوال على مكبر الصوت عند إنعقاد مكالمة هاتفية في الجو العام داخل السوق.
٣- منع إطلاق العنان للأطفال باللعب في ممرات السوق وردهاته.
٤- منع المشاة من الحديث بصوت مزعج للآخرين.
٥- منع أصحاب المحلات ورواد السوق من فتح صوت المذياع بموسيقى صاخبة.

٦- حظر إستخدام عربات التسوق للعب.
٧- إلزام إدارة كل مجمع أو مول تجاري بتوفير دورات مياه كافية ونظيفة.

شخصيا أتسوق في اكثر من مركز تجاري في مدينتي ومدن مجاورة للوقوف على آخر المنتجات الغذائية والتقنية والعلوم التطبيقية الجديدة للمعادن ومعرفة إتجاه الأسعار والترند للمنتجات وصيحات الأزياء وأنماط الأستهلاك ومنتجات البنوك التمويلية للمستهلكين وأنماط المستهلكين. فانا ربيب أب (أطال الله عمره) إنغمس في التجارة منذ نعومة أظافره حتى مشارف سن الثمانين. وشخصيا أرى بأن توافر أسواق متعددة تغطي كل إحتياجات المستهلك المواطن والمقيم شي جدا جميل ونعمة كبيرة ومنشط للحركة الاقتصادية ولأسواق العمل للشباب والفتيات ومصنع لتراكم الخبرات وإستكشاف الفرص التجارية وتفتح الافق لتلبية إحتياجات المجتمع صناعيا وتجاريا وإقتصاديا ومرفأ لتوطين بعض الصناعات محليا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى